الحلم الصهيوني

 Le Rêve Sioniste 

ما زال حكام إسرائيل يرتكبون العدوان تلو العدوان بحق الشعب الفلسطيني الذي اغتصبوا أرضه وشردوه، ولم تكفهم حربهم الإجرامية الوحشية على غزة ثم حصارهم لها وتجويعهم لأهلها وحرمان أطفالها من الحليب والغذاء ومرضاها وشيوخها من الدواء وأهلها من الماء والكهرباء، فأرادوا منع الإغاثة عنها وهاجموا قافلة الحرية والتضامن التي تضم رجالا ونساء من مختلف الأجناس والأعراق والديانات والاتجاهات السياسية والوظائف الاجتماعية من نشطاء الحرية في كثير من دول العالم من بينها الجزائر، يجمع بينهم وتوخي العدل ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف التي دفعتهم للتضامن مع أهل غزة وتخفيف معاناة أهلها. لكن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا عملية قرصنة فاضحة فقتلوا وجرحوا  عددا من ركابها المدنيين المسالمين، واقتادوهم أسرى وموثوقي الأيدي وعاملوهم كما يعامل المجرمون بتاريخ 31 ماي 2010. لكن العالم يشهد بأنهم هم المجرمون وحلمهم الدموي في بناء دولة بالقتل واغتصاب الأراضي وتشريد أصحابها، هو نسخة طبق الأصل عن الحلم الأمريكي النموذج الذي اقتدوا به:       

حُلـْمٌ عِرقيٌ دينيْ

معجون بالنار وبالدّمْ

قد روّعَ  كلَّ فلسطينيْ

أدمتهُ مَخالِبُ هذا الحُلـْمْ

يمتصُّ ويرضعُ حبَّ الظلمْ

مِنْ ثديَيْ أمريكا الأمْ

ينوي استرجاعَ الماضي

من بين قرون ِالأنقاض ِ

وإعادة تاريخ ٍ ماتْ

وزمان ٍ بادَ وفاتْ

***

حكماءُ بني صهيون ٍ حلـُموا

أن الأرض لمن يغصبُها

فاغتصبوا أرضَ فلسطينْ

وتوالت أفواجُ المحتلينْ

***

هو حُلم يعلن دون حياءْ

أنَّ الأرض لِمنْ ينهبها

هو حُلم مصّاصي الدماءْ

مِمَّن تغذوا بدماء الأبرياءْ

بكفر قاسمْ وبدير ياسينَ وقانا

وبغزّة  والضفـَّهْ

حلمٌ لا رحمة فيه ولا  رأفهْ

حلمٌ كم أفزعنا بقنابله العنقوديَّهْ!

 كم روّعنا بمذابحه فوق النازيَّهْ!

كم أتعسنا إذ نحن نجرُّ هزيمتنا!

 كم أشقانا إذ نحن نكفـِّنُ قتلانا!

كم هدَّمَ سكنا!

كم شرَّدَ أسرا وعوائلْ!

كم صادرَ أرضاً ومنازلْ!

كم دمَّرَ مدنا!

كم يتـَّمَ فيها أجيالا

كم قتـَّل منها أطفالا

كم أطفـأ أحلاما

كم ضيَّع آمالا

هو حلمٌ شيطانيٌّ غاشمْ

بل كابوسٌ أسود قاتمْ

ملأ الآفاق شروراً وظلاما

عمرهُ ستون عاما

***

الحلم تمادى وتوسعْ

يبلعُ يبلعْ

ويضم الأرض ولا يشبعْ

أخذته العزة بالإثم ِ

واستمرأ غطرسة الطغيانْ

حتى لو آمن بالسلم ِ

فبـِسِلم ِالذئب مع الحِمْلانْ

***

ما زال الحلم الصهيونيْ

دمويّاً عدوانيّا

يحيا بالعنف وبالتضليلْ

فالحاخامات بإسرائيلْ

يفتون بتدمير الإنسانْ

بفلسطين ولبنانْ

ويحلّون دم الأطفال وقتل النسوانْ

ويؤيدهم مجلس أمن ليس لهُ

مِنْ معنى الأمن سوى العنوانْ

وَوَسائِلُ إعلام ٍ مدفوعهْ

لا تشهد إلا بالزّورْ

وتحابي الغادر لا المغدورْ

وشرائع أمْريكِيَّهْ

تصف الدعوة للحريهْ

بمعاداة الساميّهْ

ومقاومة العدوان المشروعَهْ

بالأعمال الإرهابيّهْ

***

حلمٌ لمْ يُبنَ على القيَم ِ

لا بدَّ سينهارْ

حتى لو حلـَّقَ للقِمَم ِ

وغزا الأقمارْ

يهوي من بعدُ إلى العدم ِ

مَهْما دَعَمتهُ من أمَم ِ

أو مَهْما جارْ

***

حلمٌ يستهترُ بالقيَم ِ

لا بدَّ سينهارْ

الجزائر في 23-08-2006   عبد الله خمّار

انقر هنا لتقرأ القصيدة كاملة في محطات عاطفية